نُظّمت يوم الأربعاء 24 يوليوز الجاري بمدينة الرباط ندوة فكرية وطنية ناجحة وغنية من حيث الحضور والمضامين، حول الورش الملكي الخاص بمغاربة العالم، وذلك بمشاركة وازنة لمجموعة من الشخصيات الرسمية والمدنية من داخل المغرب وخارجه. وقد شهد اللقاء حضور المندوب السامي لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير،

تميزت الندوة كذلك بحضور خاص للسيد الدكتور هشام إبراهيم، مستشار بيت الكويت للأعمال، الذي أغنى النقاش بتجربته ومداخلته حول آفاق التعاون الاقتصادي مع مغاربة العالم.
شكل اللقاء مناسبة لإطلاق نقاش فكري رصين حول ما تطمح إليه الجالية المغربية في المستقبل، خاصة في ظل التحديات العالمية المتسارعة التي تفرض على المغرب تجديد مقاربته في التعاطي مع قضايا مغاربة الخارج، وتفعيل مقتضيات دستور 2011، لاسيما الفصول الأربعة ذات الصلة بالجالية (الفصول 16، 17، 18 و30)، والتي ما زالت العديد من مضامينها في طور الانتظار دون تفعيل حقيقي.

كما تم التطرق خلال اللقاء إلى مسألة “المؤسسة المحمدية لمغاربة العالم”، التي نصت عليها الإرادة الملكية السامية منذ سنوات، حول الجدوى والتأخر المؤسساتي في إخراج هذا المشروع الوطني الكبير.

عرفت الندوة مشاركة السيد عمر كعواشي، رئيس جمعية عالم المغاربة ورئيس لجنة الحوار حول الورش الملكي بفرنسا، والسيد علي الزبير، رئيس لجنة الحوار، حيث أكدا في مداخلاتهما على ضرورة تعزيز إشراك الكفاءات المغربية بالخارج في صياغة السياسات العمومية، وتفعيل آليات الترافع المؤسساتي. كما شددا على أهمية تفعيل الديمقراطية التشاركية في علاقة الدولة بمغاربة العالم، بما ينسجم مع مضامين الخطب الملكية والتوجيهات السامية.

لم تغب القضية الوطنية عن النقاش، حيث أكد المشاركون على ضرورة جعل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة محوراً رئيسياً في عمل الجالية بالخارج، معتبرين أن مغاربة العالم يشكلون سنداً دبلوماسياً موازياً للدفاع عن مصالح المغرب المشروعة على الصعيد الدولي، خصوصاً في ظل المناورات المتواصلة لأعداء الوحدة الترابية.

شكلت هذه الندوة الفكرية محطة جديدة نحو بلورة تصور جماعي تشاركي يعزز مكانة مغاربة العالم داخل النسيج الوطني، ويجعل منهم فاعلين حقيقيين في ورش التنمية والدفاع عن مصالح الوطن.