في خطوة جديدة لتعزيز الدينامية التنموية التي تشهدها جهة الشرق، ترأس السيد خطيب الهبيل، والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة-أنجاد، يوم الخميس 15 ماي 2025، اجتماعاً جهوياً خصص لتشخيص واقع السياحة وبحث سبل تطويرها، بحضور مسؤولين ومهنيين وفاعلين في القطاع.
اللقاء شكل محطة أساسية لوضع رؤية استراتيجية متكاملة، تروم تحويل المؤهلات الطبيعية والثقافية التي تزخر بها الجهة إلى دعامة حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. وفي كلمته الافتتاحية، شدد السيد الوالي على أهمية التسويق الفعال للمؤهلات السياحية للجهة، داعياً إلى إنتاج محتوى سمعي بصري عالي الجودة، وإعداد خرائط ومسارات تعريفية حديثة، مع تعزيز الحضور الرقمي عبر مختلف المنصات.
وقد تضمن الاجتماع عرضاً تشخيصياً شاملاً أبرز مكامن القوة السياحية بالجهة، من شواطئ ومناطق جبلية وغابات، إلى مرافق استشفائية وفرص واعدة للسياحة البيئية والرياضية. كما سجلت البنيات التحتية السياحية تطوراً ملحوظاً، حيث استقبلت الجهة أكثر من 320 ألف سائح خلال سنة 2024، وبلغ عدد الأسرة السياحية 14 ألف سرير، فيما تجاوز عدد وكالات الأسفار 90 وكالة، وسجل مطارا وجدة والناظور معاً أزيد من مليوني مسافر.

في المقابل، كشف التشخيص عن عدة معيقات تعرقل تطور القطاع، أبرزها ضعف تنوع العرض السياحي، محدودية الربط الجوي، نقص الخدمات الترفيهية والثقافية، وتراجع التكوين المهني. كما تم التنبيه إلى الغياب الواضح لإدماج الصناعة التقليدية ضمن المسارات السياحية، ما يحرم الجهة من فرص هامة لتثمين تراثها.

بناءً على هذه المعطيات، تم الإعلان عن إطلاق 58 مشروعاً سياحياً في أفق 2030، بغلاف مالي يناهز 424 مليون درهم. وتوزعت هذه المشاريع على أربع محاور رئيسية: تثمين المنتوجات المجالية، تعزيز النقل الجوي، الترويج السياحي، والتنشيط والتكوين. ومن بين المشاريع الواعدة التي هي قيد الإنجاز: مشروع “ناظور ويست ميد” لدعم السياحة البحرية، و”قطار الصحراء”، ومبادرة “وجدة سيتي تور”.
المتدخلون شددوا على ضرورة تفعيل استراتيجية تواصل فعالة تشمل منصة رقمية متكاملة، محتوى سمعي بصري احترافي، وحملات ترويجية وطنية ودولية، مع تنظيم معارض كبرى للصناعة التقليدية. كما تم التأكيد على أهمية التكوين المهني ودمج الشباب في القطاع السياحي عبر برامج دعم للتعاونيات والمقاولات الصغيرة.
واختُتم اللقاء بتجديد السيد الوالي التزام السلطات الجهوية بجعل السياحة رافعة مركزية للتنمية، داعياً إلى تظافر الجهود وتسريع وتيرة إنجاز المشاريع لتحقيق إشعاع وطني ودولي حقيقي لجهة الشرق.
