وزارة الصحة تُخلّد اليوم العالمي لداء السكري وتُطلق حملة وطنية للتحسيس والكشف عبر جهات المملكة

في إطار الانخراط في الجهود الدولية لمواجهة داء السكري، خلدت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، على غرار باقي دول العالم، اليوم العالمي لداء السكري تحت شعار: “داء السكري والرفاهية في العمل”، وهو الشعار الذي اعتمدته منظمة الصحة العالمية والفيدرالية الدولية لداء السكري لسنة 2025.

ويهدف تخليد هذا اليوم إلى تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الأشخاص المتعايشون مع داء السكري داخل محيطهم المهني، وإبراز أهمية تعزيز بيئات عمل صحية ومراعية لاحتياجاتهم، خاصة أن عوامل مرتبطة بالممارسة المهنية مثل قلة الحركة، والضغط النفسي، وسوء التغذية، تُسهم بشكل كبير في تفاقم هذا المرض وارتفاع معدلات الإصابة.

وتشير معطيات الفيدرالية الدولية لداء السكري إلى أن المرض يصيب حالياً 589 مليون شخص حول العالم، أي ما يمثل 10% من سكان العالم البالغين، مع توقعات بارتفاع هذا الرقم إلى 853 مليون شخص بحلول سنة 2050، في ظل استمرار العوامل المؤثرة في بيئات العمل والحياة اليومية.

أما على المستوى الوطني، فقد أبرزت نتائج المسح الوطني لعوامل الخطر المشتركة للأمراض غير السارية (2017-2018) أن معدل انتشار داء السكري في المغرب يبلغ 10.6% لدى البالغين البالغين 18 سنة فما فوق، أي ما يعادل حوالي 2.7 مليون شخص، في حين تبلغ نسبة الأشخاص في مرحلة ما قبل السكري 10.4%، نصفهم يجهلون إصابتهم مما يؤخر عملية التكفل والعلاج. كما بلغت النفقات الصحية السنوية المرتبطة بهذا الداء حوالي 1.5 مليار درهم خلال سنة 2022، وفق معطيات الوكالة الوطنية للتأمين الصحي.

وفي مواجهة هذه الأرقام المقلقة، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن إطلاق برنامج وطني مندمج للوقاية والكشف والتكفل بداء السكري، بشراكة مع عدة مؤسسات وفاعلين جمعويين. ويشمل البرنامج تنظيم سلسلة من الأنشطة التحسيسية تمتد من 14 نونبر إلى 15 دجنبر 2025 في مختلف جهات المملكة.

وستتضمن هذه الحملة جلسات توعية حول عوامل الاختطار المرتبطة بالسكري من النوع الثاني، وعمليات للكشف المبكر عن الفئات الأكثر عرضة للإصابة داخل مؤسسات الرعاية الصحية الأولية، إلى جانب تنظيم حصص للتربية العلاجية للمصابين بالسكري. كما سيتم تنفيذ حملات تحسيسية وكشف داخل الوسط المهني بشراكة مع المقاولات والمؤسسات، فضلاً عن تعبئة وسائل الإعلام المحلية والجهوية لنشر رسائل الوقاية وتشجيع أنماط العيش السليمة.

ويُشكل تخليد هذا اليوم العالمي مناسبة متجددة تؤكد من خلالها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية التزامها بتعزيز الصحة العامة، خصوصاً أن داء السكري أصبح تحدياً حقيقياً للصحة العمومية على المستويين الوطني والدولي. كما يأتي هذا الانخراط انسجاماً مع أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بضمان صحة ورفاهية جميع المواطنين.

إدارة التحرير
إدارة التحرير