أطلق المغرب، خلال الأيام الأخيرة، خدمة الجيل الخامس (5G)، في خطوة وُصفت بالمفصلية ضمن مسار تحديث البنية التحتية الرقمية بالمملكة، لما تحمله من مزايا تكنولوجية هائلة تُمكّن من نقل البيانات بسرعة غير مسبوقة وتحسين جودة الاتصال بشكل جذري.
ورغم الترحيب الواسع بهذه التقنية المتطورة، عبّر عدد من المستخدمين عن ملاحظتهم لنفاد رصيد الإنترنت بسرعة أكبر مقارنة بخدمة الجيل الرابع (4G)، ما أثار تساؤلات حول الأسباب التقنية الكامنة وراء ذلك.
في هذا السياق، يوضح خبراء في مجال الاتصالات أن السبب يعود بالأساس إلى السرعة الفائقة لشبكة الجيل الخامس، التي تجعل التطبيقات ومواقع الفيديو تعمل تلقائياً بجودة أعلى للصوت والصورة، ما يؤدي إلى زيادة حجم استهلاك البيانات بشكل ملحوظ دون أن ينتبه المستخدم إلى ذلك.
وللحد من هذا الاستهلاك المتزايد، ينصح المختصون بـ تفعيل وضع “توفير البيانات” (Data Saver)، ومراقبة التطبيقات التي تستهلك الإنترنت في الخلفية، إلى جانب الاعتماد على شبكات الـ Wi-Fi عند تحميل التحديثات أو مشاهدة الفيديوهات ذات الجودة العالية.
ورغم هذه التحديات التقنية، يبقى إطلاق شبكة الجيل الخامس في المغرب خطوة استراتيجية كبرى نحو تحقيق التحول الرقمي المنشود، إذ من المرتقب أن تسهم هذه التكنولوجيا في تطوير مجالات الذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي، والتعليم عن بُعد، والمدن الذكية، بما يعزز مكانة المملكة كإحدى الدول الرائدة رقمياً على الصعيد الإفريقي.




