في ظل تصاعد التحديات البيئية التي تواجه كوكب الأرض، تبرز أهمية إشراك الأجيال الناشئة في النقاش البيئي بوسائل تربوية وفنية قادرة على التأثير والإقناع. ومن هذا المنطلق، تنظم جمعية ثسغناس للثقافة والتنمية (ASTICUDE)، وبدعم من وكالة تنمية أقاليم جهة الشرق، النسخة الحادية عشرة من قافلة المسرح المدرسي، تحت شعار: “دور الثقافة في التوعية برهانات البيئة عبر المسرح”.وتعرف هذه التظاهرة التربوية والثقافية مشاركة تلميذات وتلاميذ من ثماني مؤسسات تعليمية تأهيلية موزعة على المديريات الإقليمية لكل من الناظور، بركان، وجدة، وتاوريرت، في إطار برنامج يجمع بين العروض المسرحية والورشات التكوينية، بهدف تعزيز الحس البيئي والإبداعي لدى الشباب.وترتكز هذه المبادرة على قناعة راسخة بأن المسرح ليس مجرد فن تعبيري، بل أداة تربوية فعالة قادرة على إيصال الرسائل البيئية بأساليب تلامس وجدان التلاميذ، وتحفزهم على التفكير في مستقبلهم المناخي والمجتمعي. من خلال المشاهد المسرحية والكلمة والحركة، يُتاح للمتعلمين التعبير عن رؤاهم ومخاوفهم واقتراح الحلول لقضايا بيئية معاشة.وتسعى القافلة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التربوية، أبرزها:توظيف المسرح كوسيلة لتحسيس التلاميذ بأهمية القضايا البيئية المعاصرة.التعريف بالتغيرات المناخية وأثرها على المحيط والإنسان.ربط العدالة المناخية بالعدالة الاجتماعية، والحق في بيئة سليمة.تنمية الحس النقدي والتواصلي لدى التلاميذ من خلال تقنيات الأداء المسرحي.تشجيع الإبداع الفني كتعبير عن وعي بيئي ناشئ.وتُختتم فعاليات القافلة بمحطتين رئيسيتين في مدينة وجدة:ندوة فكرية بعنوان “المسرح وأسئلة البيئة”، يوم السبت 17 ماي 2025 على الساعة الثالثة بعد الزوال، بقاعة الندوات التابعة لدار الكهربائي – شارع الدرفوفي.حفل الاختتام الذي يتخلله تقديم عروض مسرحية من إنجاز التلاميذ، يوم الأحد 18 ماي 2025 على الساعة الواحدة زوالاً، بمسرح محمد السادس.وبهذا، تؤكد جمعية “ثسغناس” أن القافلة ليست مجرد نشاط فني عابر، بل تجربة تربوية شاملة، تهدف إلى ترسيخ ثقافة المواطنة البيئية لدى الجيل الصاعد، في أفق بناء وعي جماعي قادر على مواجهة رهانات التنمية المستدامة والعدالة المناخية.
