في لحظة رسمية مهيبة، وتفعيلاً للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، شهد إقليم طاطا تعيين السيد محمد باري عاملاً جديداً على رأس هذا الإقليم العزيز، في خطوة تعكس ثقة الدولة في الكفاءات الإدارية ذات الرؤية والحنكة.
يأتي هذا التعيين المولوي الكريم تجسيداً لأحكام الفصل 49 من الدستور المغربي، وبناءً على اقتراح من السيد رئيس الحكومة، وبمبادرة من السيد وزير الداخلية، في إطار الدينامية الجديدة التي تعرفها الإدارة الترابية، والتي تروم ضخ دماء جديدة في مناصب المسؤولية الجهوية والإقليمية.
ولد السيد محمد باري سنة 1965 بمدينة أولاد تايمة، ونشأ على قيم الانضباط والاجتهاد، وهو خريج المعهد الملكي للإدارة الترابية سنة 1994، كما حصل سنة 1992 على دبلوم الدراسات المعمقة في العلوم الإنسانية، ما يعكس تكويناً أكاديمياً رصيناً يؤطر مسيرته المهنية الغنية.

لقد بصم السيد باري مساره الإداري بتجربة متنوعة، حيث راكم سنوات من المسؤولية في مواقع مختلفة داخل وزارة الداخلية، بدأها قائداً لقيادة سبع رواضي ثم قيادة عين الشقف، ليتولى بعدها رئاسة دائرة الرحامنة (2012-2014)، ثم رئاسة دائرة أمزميز بإقليم الحوز (2014-2015). وفي جميع هذه المهام، أبان عن روح المسؤولية، وحسن تدبير القرب، والتفاعل الإيجابي مع قضايا المواطنين.
كما شغل مهام الكاتب العام في عدد من العمالات ذات الثقل الترابي والاقتصادي، من بينها أزيلال، أكادير، ووجدة، حيث كان له دور محوري في التنسيق الإداري، وضمان نجاعة العمل الترابي، ومواكبة الأوراش التنموية الكبرى.
اليوم، وهو يتولى قيادة إقليم طاطا، يحمل السيد محمد باري على عاتقه أمانة ثقيلة، لكنها نبيلة، في إقليم غني بمؤهلاته، متنوع بتحدياته، طموح بأبنائه. ومن المنتظر أن يُسهم حضوره بخبرته وتواصله وانفتاحه في تعزيز المسار التنموي، وترسيخ قيم الحكامة الجيدة، والدفع بعجلة التنمية المحلية المستدامة، في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
إن تعيين السيد محمد باري هو أكثر من انتقال إداري؛ إنه رسالة أمل متجددة لسكان طاطا، بأن القادم أفضل، وأن الإدارة الترابية مستمرة في تجديد أدواتها ورجالاتها خدمة للوطن والمواطن.