في لحظة تاريخية ستظل محفورة في ذاكرة الرياضة المغربية، تُوّج المنتخب الوطني المغربي النسوي لكرة القدم داخل القاعة بلقب النسخة الافتتاحية من كأس إفريقيا للأمم 2024، التي احتضنتها القنيطرة، في إنجاز يعكس الطموح المتنامي لكرة القدم النسوية بالمغرب.
لبؤات الأطلس لم يتركن مجالًا للشك في قدراتهن، إذ بصمن على أداء استثنائي طوال البطولة، تُوج بانتصار ثمين في النهائي على حساب منتخب زامبيا بنتيجة 5-2. مباراة هيمنت عليها المغربيات من البداية للنهاية، بفضل التنظيم المحكم واللعب الجماعي المتناسق، الذي أربك خصمًا بدا عاجزًا عن مجاراة الإيقاع المغربي.
المسار نحو الذهب لم يكن مفروشًا بالورود، لكنه كان مليئًا بالإصرار. تخطت اللبؤات دور المجموعات بثبات، ثم أطحن أنغولا في نصف النهائي، ليضربن موعدًا مع المجد أمام الزامبيات. البطولة كشفت عن وجوه شابة واعدة، برهنت على أن مشروع تطوير كرة القدم النسوية ليس مجرد شعار، بل استراتيجية متكاملة تقودها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بخطى واثقة.
الاحتفالات عمّت القنيطرة وامتدت إلى مختلف مدن المملكة، وانهالت التهاني من شخصيات رياضية وسياسية بارزة، على رأسها فوزي لقجع، الذي عبّر عن فخره بالروح القتالية والانضباط الذي أظهرته اللاعبات. وبدوره، احتفى المغاربة على مواقع التواصل بالوسم #لبؤات_الأطلس، الذي تحوّل إلى رمز للفخر الوطني.
هذا التتويج ليس فقط انتصارًا في الملعب، بل هو أيضًا انتصار لقضية الرياضة النسوية في المغرب، ورسالة واضحة بأن كرة القدم ليست حكرًا على أحد، بل هي مساحة تتألق فيها كل من تستحق.