في مساء الجمعة 25 أبريل، احتضنت القاعة المتعددة الاختصاصات بمؤسسة گرين ڤيو سكول بوجدة أمسية تربوية وثقافية وفنية بعنوان: “التحرش الجنسي بالوسط المدرسي: فهم، وقاية وحماية”، بحضور حشد من الأمهات والآباء والتلميذات والتلاميذ والأطر التربوية

جاءت هذه الأمسية في إطار البرنامج الثقافي والفني للمؤسسة، وضمن فعاليات الأيام الثقافية والفنية “أضواء وظلال” التي تنظمها جمعية أطفال العالم تحت إدارة الفنان المسرحي والسينمائي بنعيسى عبد الرزاق.
تميزت الأمسية بحضور أسماء علمية وتربوية وقانونية وإعلامية وازنة، ناقشت الموضوع من مختلف زواياه، وسط اهتمام بالغ من الحضور.

استُهلت الأمسية بعرض الفيلم القصير “تحدي لحشومة – défi de la honte”، الذي يسلط الضوء على مأساة اغتصاب القاصرين وآثاره النفسية المدمرة، بحضور مخرج العمل عبد الرزاق بنعيسى وأحد أبطاله الفنان مصطفى شنوفي.

بعد العرض، قدم الإعلامي والناقد ميلود بوعمامة قراءة نقدية دقيقة للفيلم، مبرزًا مهاراته التقنية والفنية، ومساهمته الجريئة في كسر جدار الصمت حول واحدة من أبشع الجرائم المسكوت عنها.
أما الدكتورة سعدية اسلايلي، فقد تناولت الظاهرة من زاوية نفسية، مشددة على خطورة الأضرار النفسية بعيدة المدى التي تطال الضحايا، داعية إلى تعزيز ثقافة الوقاية والحماية داخل المؤسسات التربوية والأسر.

من جانبه، قدم الأستاذ الحسن النجاري، رئيس قسم التواصل بولاية أمن وجدة، مداخلة قانونية دقيقة، شرح فيها أنواع التحرش وكيف تعامل معها المشرع المغربي، مستعرضًا جهود المديرية العامة للأمن الوطني لمحاصرة هذه الآفة عبر التوعية والتدخل القانوني الصارم.
الأستاذة والفنانة شلا زموري أبدعت بعرض تطبيقي بالصور حول كيفية تحليل رسومات الأطفال للكشف المبكر عن ضحايا الاعتداءات الجنسية، في مبادرة نادرة تجمع بين الفن والتحليل النفسي.

كما شاركت الأستاذة زكية عبيدي، المقيمة في بلجيكا، بمداخلة مركزة حول أهمية انخراط المجتمع المدني في التصدي لهذه الجريمة، مستعرضة تجارب ناجحة من السياق الأوروبي.
في ختام الأمسية، فتح باب النقاش، فكانت المداخلات غنية ومؤلمة، حيث أجمع الحاضرون على ضرورة كسر حاجز الصمت وعدم التواطؤ مع الجريمة بالصمت أو التبرير، مبرزين أن المجتمع المغربي، برغم قيمه المحافظة، مازال يتعامل مع هذا الملف بحذر مريب، مما يضاعف معاناة الضحايا ويؤجل معركة إنصافهم.
إنها صرخة مدوية أطلقها هذا اللقاء من وجدة: “كفى من الصمت، كفى من التجاهل… أطفالنا ليسوا للبيع!”

