وجدة تُجدد ملامحها الحضرية… مشروع ضخم لإعادة تهيئة المداخل يعيد رسم هوية المدينة

تشهد مدينة وجدة حراكاً عمرانياً لافتاً يعكس بداية مرحلة جديدة في مسارها التنموي، عنوانها الأبرز: إعادة الاعتبار لمداخل المدينة. فبين الآليات التي لا تهدأ والخرائط التي تُرسم بعناية، يتبلور مشروع تأهيلي شامل يسعى إلى تعزيز الصورة الحضرية لعاصمة الشرق، عبر تقوية وتحديث أربعة مداخل رئيسية تُعد شرايين أساسية لحركية السير ومداخل الانطباع الأول للزائرين.الورش يشمل المدخل الغربي، الشرقي، الشمالي والجنوبي، بمسافة إجمالية تتجاوز 11 كيلومتراً من الأشغال، على امتداد محاور وطنية حيوية (الطريق الوطنية رقم 6 والطريق الوطنية رقم 17).

1000098295

هذه المداخل ليست مجرد معابر، بل هي واجهات بصرية تُحاكي طموح مدينة تسعى لتحديث بنيتها وجعلها أكثر انسجاماً مع مقومات المدينة العصرية.بميزانية تبلغ 80 مليون درهم، تم توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة التجهيز والماء، وزارة الداخلية، مجلس جهة الشرق، وجماعة وجدة، في نموذج لحكامة تشاركية تنبني على تقاسم الأدوار وتوحيد الرؤية. وقد أُنيط تنفيذ المشروع بالمديرية الإقليمية للتجهيز بوجدة-أنجاد.ما بعد الطريق: الفضاء العام في قلب الإصلاحالمشروع لا يقتصر على تعبيد الطرق وتوسعتها، بل يتعداه إلى بعد جمالي ووظيفي، من خلال:تحديث الإنارة العمومية بتقنيات فعالة ومستدامة؛تهيئة الأرصفة ومواقف السيارات لتيسير التنقل الحضري؛إعادة تنظيم التشوير الطرقي بما يضمن السلامة ويقلل من الفوضى؛إدماج المساحات الخضراء والتشجير لخلق بيئة حضرية أكثر إنسانية.

1000098294

تهيئة مداخل المدينة تمثل رهاناً استراتيجياً في ترسيخ مكانة وجدة كقطب جهوي تنافسي، قادر على استقطاب الاستثمار والسياحة، وتحسين جودة الحياة لسكانه. فالبنية التحتية اليوم لم تعد مجرد هياكل إسمنتية، بل أداة تعبير عن التوازن بين الحداثة والهوية، بين التنمية والجمالية.ومع استمرار الأشغال، يترقب السكان بشغف نتائج هذا التحول، آملين أن تمتد الرؤية ذاتها إلى باقي الأحياء والشوارع، ليشمل التغيير كل زوايا المدينة ويجعل منها فعلاً عاصمةً للشرق المغربي في أبهى حُلة.

علال المرضي
علال المرضي