شهد مطار وجدة أنجاد، اليوم، حدثًا تاريخيًا تمثل في وصول أول رحلة جوية مباشرة بين مدينتي وجدة والرباط، في تمام الساعة الثالثة والنصف مساءً. وقد حضر هذا الحدث البارز والي جهة الشرق، ورئيس مجلس الجهة، وكاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، عمر احجيرة.
تأتي هذه الخطوة في إطار اتفاقية شراكة بين مجلس جهة الشرق وشركة “العربية للطيران المغرب”، تهدف إلى تعزيز النقل الجوي الداخلي وتحسين الربط بين مختلف جهات المملكة. وتتضمن الاتفاقية تشغيل ثلاث رحلات أسبوعية بين وجدة والرباط، بدعم مالي من مجلس الجهة، مع تقديم سعر تشجيعي قدره 350 درهمًا لأول 85 رحلة.
تعد هذه المبادرة إضافة نوعية للبنية التحتية للنقل في جهة الشرق، حيث طالما عانى السكان من صعوبة التنقل جويًا، خاصة مع الحاجة إلى المرور عبر مطار الدار البيضاء للوصول إلى العاصمة. ومن المتوقع أن تساهم هذه الخطوط الجديدة في تسهيل التنقل بين المدينتين، سواء للأغراض المهنية، الدراسية، أو السياحية.
وفي سياق متصل، من المقرر أن تنطلق يوم الأحد المقبل رحلة جديدة تربط بين مدينة الناظور والعاصمة الرباط، ضمن نفس الشراكة بين جهة الشرق و”العربية للطيران المغرب”. هذه الخطوة تأتي لتعزيز شبكة الربط الجوي بين مدن الجهة الشرقية وباقي مدن المملكة، مما يسهم في تقليص المسافات الزمنية وتشجيع التبادل الاقتصادي والاجتماعي.
لا يقتصر تأثير هذه الخطوة على تحسين التنقل الداخلي فحسب، بل يمتد إلى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في جهة الشرق. إذ من المتوقع أن تسهم هذه الرحلات في تعزيز الأنشطة التجارية، جذب الاستثمارات، وتنشيط السياحة بالمنطقة.
تعكس هذه المبادرات التزام المملكة بتعزيز التكامل بين مختلف مناطقها، وفق رؤية تهدف إلى تقوية البنية التحتية للنقل وربط المدن الرئيسية بشبكة حديثة وفعالة. ومن خلال التعاون مع شركات طيران وطنية مثل “العربية للطيران”، تفتح المملكة آفاقًا جديدة للتواصل الداخلي والدولي، مما يعزز مكانتها كمركز إقليمي للنقل والخدمات اللوجستية.
لقيت هذه المبادرة ترحيبًا كبيرًا من سكان الجهة الشرقية، الذين عبّروا عن سعادتهم بوجود خيارات نقل أكثر راحة وأقل تكلفة. ويأمل السكان في أن تسهم هذه الخطوة في تحسين جودة حياتهم ودعم التنمية الشاملة للمنطقة.
يمثل انطلاق الخطوط الجوية المباشرة بين وجدة والرباط خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية شاملة لتطوير النقل الجوي الداخلي، بما يعزز الترابط بين الجهات ويسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة في المملكة.
