نداء إنساني من العائلات المغربية: أمل في إطلاق سراح الشباب المحتجزين في الجزائر

توجهت تنسيقية عائلات وأسر الشباب المغاربة الذين تم احتجازهم أو اعتقالهم في الجزائر برسالة تذكيرية مفتوحة إلى رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، السيد عبد المجيد تبون، في محاولة للفت الانتباه إلى معاناة آلاف العائلات المغربية التي تتطلع إلى عودة أبنائها المحتجزين أو المفقودين.

الرسالة التي تم إرسالها في 19 ديسمبر 2024 تزامنت مع اليوم العالمي للمهاجرين، الذي يُحتفل به في 18 ديسمبر من كل عام، وهو مناسبة تذكّر بالعوامل الإنسانية المرتبطة بالهجرة والمشاكل التي يواجهها المهاجرون، بما في ذلك الاعتقال والتعسف. وتكشف الرسالة عن معاناة عائلات مغربية فقدت الاتصال بأبنائها الذين عبروا الحدود الجزائرية بحثًا عن حياة أفضل، سواء بشكل قانوني أو غير قانوني، ليجدوا أنفسهم في مصير مجهول، بين احتجاز أو اختفاء.

Screenshot 20241220 174942

الشباب المحتجزون في السجون الجزائرية، كما تذكر الرسالة، كانوا يعملون في مختلف المهن في الجزائر، مثل النجارة والدهانات والبناء، لكنهم اصطدموا بشبكات تهريب البشر التي أوهمتهم بفرص للهجرة إلى أوروبا عبر السواحل الجزائرية. ومع مرور الوقت، تعرض العديد منهم للاعتقال بتهم متنوعة مثل الهجرة غير الشرعية، تجارة البشر، وتكوين عصابات، وهي التهم التي يبدو أنها كانت ملفقة لهم في بعض الحالات.

لم تقتصر المعاناة على الاعتقال فقط، بل امتدت إلى طول فترة الاحتجاز بدون محاكمة في بعض الأحيان، مما يزيد من معاناة الأسر التي تنتظر بفارغ الصبر أي أمل في لمّ شملها مع أبنائها. في رسالتها، تطالب العائلات بالإفراج عن أبنائها بموجب عفو عام وشامل، أو على الأقل تخفيف الأحكام القاسية ضدهم. كما تعرب العائلات عن أملها في أن يتم تسليم جثامين المغاربة الذين توفوا أثناء احتجازهم في الجزائر إلى ذويهم في المغرب.

إن هذه الرسالة تطرح قضية إنسانية بامتياز، حيث تحث على استخدام الروح الإنسانية والتعاون بين البلدين لتجاوز هذه المحنة. العائلات المغربية تأمل أن تلقى هذه القضية اهتمامًا من السلطات الجزائرية، في إطار من الأخوة والجوار، وأن يتم اتخاذ التدابير اللازمة لإطلاق سراح المعتقلين وإعادة جثث المتوفين.

وفي ختام الرسالة، يوجه المؤلفون نداءً إلى رئيس الجمهورية الجزائرية لكي يتدخل شخصيًا في هذا الملف ويعيد الأمل لهذه العائلات المكلومة، مؤكدين على أهمية العمل المشترك بين الشعبين المغربي والجزائري من أجل ترسيخ الاستقرار والسلام والعدالة.

مغاربة عديدون يعيشون في ظروف قاسية ومؤلمة، ليس بسبب غياب الأمل في العثور على عمل أو حياة أفضل فحسب، بل بسبب الأوضاع القسرية التي فرضت عليهم بعد أن قرروا البحث عن فرصة جديدة في الحياة، ليجدوا أنفسهم ضحايا لظروف خارجة عن إرادتهم. في النهاية، تبقى العائلات المغربية تنتظر بفارغ الصبر الأمل الذي قد يُهدى لهم في قرار إنساني من المسؤولين الجزائريين.

إدارة الموقع
إدارة الموقع