ذ : سليمة فراجي
تصريح رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حول دعم جمعيته لما يُسمى “تقرير المصير” في قضية الصحراء المغربية يُعد خروجًا صريحًا عن الثوابت الوطنية للمملكة. فالوحدة الترابية للمغرب ليست مجرد قضية سياسية أو دبلوماسية، بل هي جزء لا يتجزأ من الهوية والسيادة الوطنية التي أجمع عليها الشعب المغربي بكل مكوناته.
الإطار المعياري الذي يحتكم إليه المغاربة جميعًا هو دستور 2011، الذي صوت عليه أكثر من 97% من المغاربة، وجعل من قضية “الصحراء المغربية” جزءًا من الثوابت الوطنية، أي “الوحدة الترابية للمملكة”، التي لا يجوز المس بها من أي جهة، سواء داخلية أو خارجية.
علما انه رغم أهمية الدور الذي تلعبه الجمعيات الحقوقية في الدفاع عن حقوق الإنسان، فإنها ليست مؤهلة لتبني مواقف سياسية تتناقض مع الإجماع الوطني
و ما صرح به رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قد يُفسر كدعم ضمني لأطروحات أعداء الوحدة الترابية، خصوصًا أن مثل هذه التصريحات قد تُستغل من قبل الأطراف المعادية للترويج لمواقف انفصالية. من هنا، تبرز ضرورة انسجام الخطاب الحقوقي مع المصالح الوطنية العليا، والتعامل بحذر ومسؤولية مع القضايا السيادية التي تتجاوز الحسابات السياسية أو الشخصية.
وبالرغم من أن للجمعيات الحق في التعبير عن مواقفها، وفقًا لما يكفله الدستور المغربي، فإن هذه الحرية مؤطرة بالقانون ولا يجب أن تتعارض مع الثوابت الوطنية. فالحديث عن موقف مسيء وشاذ كهذا يخدم بلا شك، ولو بشكل غير مباشر، خصوم بلادنا وأعداء وحدتنا الترابية.
إن المساس بالجبهة الداخلية للمملكة – التي وصفها جلالة الملك بالسلاح الأساسي للدفاع عن الوطن – يُعد خرقًا واضحًا وخطأً جسيمًا وانحرافًا خطيرًا عن الالتزام بالمبادئ الوطنية والثوابت التي يجتمع عليها المغاربة.
في المقابل، يطرح تساؤل جوهري نفسه: لماذا لم تستنكر الجمعية الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المحتجزون في مخيمات تندوف؟ هؤلاء السكان يعيشون في أوضاع لا إنسانية تتجلى في الفقر واليأس والحرمان، ويتعرضون لخرق ممنهج لحقوقهم الأساسية. بل تحولوا إلى رهائن تُستغل مأساتهم للمتاجرة بالمساعدات الإنسانية، بينما يُثري قادة الانفصال على حساب معاناتهم،
اقتراح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب يظل مبادرة واقعية وذات مصداقية، حظيت بإشادة واسعة من المجتمع الدولي باعتبارها الحل العملي الوحيد لإنهاء هذا النزاع المفتعل. أما الترويج لما يُسمى بـ”تقرير المصير” بمعناه الانفصالي فهو موقف يتناقض مع المصالح العليا للوطن ويشكل تجاوزًا صارخًا لكل الخطوط الحمراء.
واختم بما قاله الشاعر
أعدى عدا القوم من يعزو لهم نسبا
ويسمع القدح فيهم وهو يبتسم
سليمة فراجي