في إطار مبادرة مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، ووحدة الدراسات الفنية، وبالتنسيق مع جمعية الصورة والسينما للتنمية بوجدة، وجمعية قمرة للتصوير الفوتوغرافي بالناظور، انطلق معرض “لكل بورتريه قصة” يوم الأحد الثاني من يونيو 2024، ويستمر حتى الثلاثين من الشهر ذاته. يهدف المعرض إلى إظهار القصص الكامنة وراء كل صورة بورتريه معروضة،
مما يتيح للجمهور فهم الحكايات المخفية التي تعبر عنها الوجوه والتعابير.تعتبر تجربة هذا المعرض فريدة من نوعها، حيث تسعى إلى تحقيق تناغم بين الجماليات البصرية والثراء السردي. يبرز المعرض البورتريهات كوسيلة لتواصل الفنانين مع الجمهور من خلال القصص التي تنسجها الكلمات حول كل صورة. المشاركون في المعرض، وعددهم 16 فناناً من جهة الشرق، نجحوا في خلق توافق متكامل بين آلة التصوير والقلم، مما أضفى على الحدث طابعاً مميزاً ومبتكراً.من بين المشاركين البارزين في المعرض،
برزت إخلاص الطالبي، البالغة من العمر 29 عاماً، والتي قدمت أربع صور فنية تجسد قصصاً لأشخاص من مختلف المدن المغربية مثل فكيك، ورزازات، وتنغير، ومرزوكة. إخلاص، التي تنحدر من مدينة وجدة، هي مصورة فوتوغرافية ومراسلة صحفية إلكترونية، وبدأت مشوارها في عالم الفوتوغرافيا منذ عام 2013. هي عضو في جمعية الصورة والسينما بوجدة، وكذلك الفيدرالية المغربية للفن الفوتوغرافي.تعتبر آلة التصوير توأم إخلاص الطالبي، فهي العين التي ترى بها العالم واليد التي تصافح بها الحياة. تنقل إخلاص من خلالها جمال التراث المغربي الأصيل من خلال بورتريهات تتسم بعمق ثقافي وحضاري، حيث تبرز الأزياء التقليدية والشخوص بوضوح.
بالنسبة لها، التصوير هو شغف يضيء عالمها، وتسعى من خلاله إلى مشاركة هذا الضوء مع الجمهور عبر المعارض المختلفة.ضم المعرض مشاركين من وجدة والناظور بالإضافة إلى ضيوف شرف من مدن أخرى كأكادير ومكناس. تنوعت الخلفيات والتجارب، مما أغنى المعرض وجعل منه منصة لتبادل الخبرات والإبداعات الفوتوغرافية. شارك في المعرض كل من سعيد أوبرايم، وعبد الإله رفيق، وعبد الرحيم ارويشة، الذين قدموا تجاربهم الخاصة، مما أضفى على المعرض طابعاً من التعددية والتنوع.يعد معرض “لكل بورتريه قصة” تجسيداً حيّاً للتوليف بين الفنون البصرية والسردية الأدبية، وهو يعكس تنوع وغنى التراث المغربي من خلال عدسة الفوتوغرافيين المشاركين.
مثل هذه المبادرات تساهم في تعزيز الثقافة الفنية وتشجيع المواهب الشابة على التعبير عن إبداعاتها، لتستمر في إشعاعها على الساحة الوطنية والدولية.
