في حفل رسمي احتضنه مقر ولاية جهة الشرق، أشرف وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، يوم السبت 26 أكتوبر، على تنصيب السيد الخطيب الهبيل والياً جديداً على جهة الشرق وعاملاً على عمالة وجدة أنكاد، خلفاً لمعاذ الجامعي. وقد حضر هذه المناسبة عمال أقاليم الجهة، محمد بوعرورو رئيس مجلس جهة الشرق، وشخصيات مدنية وعسكرية، إلى جانب فعاليات من المجتمع المدني.

وفي كلمته، هنأ وزير الداخلية الوالي الجديد على الثقة المولوية التي حظي بها من جلالة الملك محمد السادس، مشيداً بمساره المهني الحافل بالإنجازات. ودعا لفتيت الوالي الهبيل إلى التحلي بالجدية والتفاني في تنفيذ التوجيهات الملكية، خاصة في ظل التحديات التنموية التي تواجه جهة الشرق. وأشار إلى أن المنطقة شهدت تطوراً كبيراً منذ الخطاب الملكي التاريخي في 18 مارس 2003، والذي أحدث طفرة تنموية غير مسبوقة شملت مختلف المجالات.

ركز الوزير لفتيت في كلمته على الإنجازات التنموية في جهة الشرق، منوهاً بمشروع ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي يعدّ قاطرة للتنمية الاقتصادية على المستويين الوطني والجهوي. وتناول أيضاً إحداث مناطق صناعية ولوجستية، بهدف جذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل، إلى جانب تحسين البنية التحتية عبر دعم الربط الجوي وتنفيذ البرنامج الطرقي، مما يعزز موقع الجهة كوجهة اقتصادية واعدة.

تطرق وزير الداخلية إلى الجهود المبذولة لمواجهة أزمة الموارد المائية التي تعاني منها الجهة، مشيراً إلى إنشاء محطة لتحلية مياه البحر تهدف إلى تأمين حاجيات المنطقة الشرقية من المياه بحجم سنوي يُقدّر بـ 300 مليون متر مكعب. كما ذكر البرنامج الجهوي الاستعجالي للماء في إطار البرنامج الوطني للماء الصالح للشرب والسقي (2020 – 2027)، وأهمية إعادة استخدام المياه المعالجة في ري المساحات الخضراء.

نظراً لموقعها الجغرافي الحدودي، تواجه جهة الشرق تحديات أمنية متعددة، من أبرزها الهجرة غير الشرعية. وأكد وزير الداخلية على الجهود التي تبذلها السلطات العمومية بتنسيق مع مختلف الجهات الأمنية للحد من دخول المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود الشرقية. وأشاد بدور الأمن الوطني في الحفاظ على أمن المواطنين ومواجهة محاولات التهريب، مما جعل المغرب نموذجاً يُحتذى به دولياً في مجال الأمن.
يتمتع الوالي الخطيب الهبيل، المولود في مدينة وجدة، بخبرة مهنية واسعة تتجاوز أربعة عقود في مجالات مختلفة، بدايةً من شغله منصب مهندس دولة في المؤسسة الجهوية للتجهيز والبناء بجهة الشرق، مروراً بتوليه مناصب قيادية في عدة جهات منها بني ملال وتانسيفت، وانتهاءً بمنصبه السابق كوالي جهة بني ملال – خنيفرة. وقد حظي بالثقة المولوية السامية عدة مرات لتولي مناصب عالية، فضلاً عن تكريمه بوسام العرش من درجة فارس.
يمثل تنصيب الخطيب الهبيل والياً على جهة الشرق خطوة جديدة نحو تعزيز جهود التنمية ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه المنطقة. يعكس هذا التعيين أهمية الخبرة والكفاءة في تنفيذ الخطط التنموية التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز مكانة جهة الشرق كوجهة اقتصادية واجتماعية ذات إشعاع دولي.