تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تنظم الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى، بشراكة مع المركز الأورو متوسطي لدراسة الإسلام اليوم، النسخة التاسعة عشر من “الملتقى العالمي للتصوف”. هذا الحدث البارز، الذي سيعقد تحت عنوان “التصوف ومآل القيم في زمن الذكاء الاصطناعي”، يأتي في وقت يشهد فيه العالم تحولات جذرية بفعل تقدم التكنولوجيا وتأثيراتها على القيم الإنسانية والأخلاقية.
التصوف، الذي يمثل جانباً روحياً عميقاً في الإسلام، طالما كان مكرساً للبحث عن الحقائق الباطنية والسمو الأخلاقي. ومع ظهور الذكاء الاصطناعي والتطورات الرقمية المتسارعة، يطرح التساؤل حول كيفية تأثير هذه التكنولوجيات على البعد الروحي والقيمي للإنسان. لذا، فإن اختيار عنوان الملتقى لهذا العام يفتح باباً مهماً للنقاش حول العلاقة بين التكنولوجيا الحديثة والروحانية، ودور القيم الصوفية في مواجهة التحديات الأخلاقية التي تطرحها هذه التغيرات.
يتوقع أن يتناول الملتقى عدة محاور رئيسية تتعلق بالتفاعل بين التصوف والذكاء الاصطناعي، منها:
- القيم الروحية والذكاء الاصطناعي: كيف يمكن للتصوف أن يقدم إجابات حول التحولات في القيم الإنسانية التي قد تنشأ بفعل الذكاء الاصطناعي؟
- التكنولوجيا وأثرها على الروحانية: هل التكنولوجيا تقوض الروحانية أم يمكنها تعزيزها بطرق جديدة؟
- الأخلاقيات في ظل التقدم الرقمي: ما هو دور القيم الصوفية في بناء أخلاقيات رقمية مسؤولة؟
الملتقى لا يقتصر على كونه حدثاً دينياً أو روحانياً فقط، بل هو منصة للحوار بين الأديان والثقافات، ويشارك فيه نخبة من العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، مما يجعله فضاءً للبحث العميق في القضايا العالمية المعاصرة. يعد هذا النقاش جزءاً من الجهود المستمرة لفهم كيفية تأثير التكنولوجيا على حياة الإنسان وكيف يمكن للقيم الروحية أن تسهم في توجيه التطورات التكنولوجية نحو ما يخدم الإنسان والأخلاق.
في زمن الذكاء الاصطناعي والتطورات التكنولوجية السريعة، يبقى التصوف وعاءً غنياً بالقيم الروحية التي قد تسهم في ضبط العلاقة بين الإنسان والآلة. إن انعقاد النسخة التاسعة عشر من الملتقى العالمي للتصوف يعد فرصة كبيرة للتأمل في هذه العلاقة، وكيف يمكن للتصوف أن يكون مرشداً أخلاقياً في عالم يتجه نحو المزيد من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
