قررت مجموعة أصدقاء الشرق تنظيم حفل تكريمي للمصور الوجدي المخضرم كريم بديار، الذي يعتبر من الشخصيات البارزة في مجال التصوير بمدينة وجدة منذ بداية الثمانينات. هذا الرجل الذي لطالما أضفى لمسةً فنية خاصة على جميع الأنشطة التي واكبها، سواء كانت رياضية أو سياسية أو ثقافية أو فنية. كريم بديار ليس مجرد مصور؛ فهو رمز لعصر التصوير بالأبيض والأسود قبل الانتقال إلى الألوان في زمن الديجيتال، حيث عشقته الكاميرا وعشق هو الصورة.

تميز بديار بأناقته واحترامه للآخرين، إلى جانب حبه الصادق للفن واهتمامه الكبير بالتفاصيل. منذ بداياته، استطاع أن يترك بصمته في الوسط الوجدي بفضل صوره التي تعكس روح المكان والزمان، فتارة تجده يوثق لحظات من مهرجان فني، وتارة أخرى يلتقط صوراً مؤثرة من مسيرة وطنية. كانت عدسته شاهداً على محطات مختلفة في تاريخ وجدة، ما أكسبه مكانة مميزة في قلوب أبناء المدينة.
بدأ كريم بديار مسيرته في عصر التصوير بالأبيض والأسود، عندما كانت الكاميرات بسيطة وتتطلب دقة وموهبة خاصة لإبراز جمال الصورة ومعانيها. تمكن من الإبداع في هذا الفن الذي يتطلب حساسية فنية عالية، قبل أن ينتقل إلى الألوان، ويستوعب تقنيات التصوير الرقمي بكل تفاصيلها. وبالرغم من التطور التكنولوجي، ظل بديار وفياً لرؤيته الفنية، حيث يجمع بين الأصالة والحداثة في كل صورة يلتقطها.
شخصية كريمة بطبيعتها
لم يكن اسم “كريم” مجرد اسم، بل كان صفةً جسدها بديار في تعامله مع الناس. عرف بكرمه وطيبته وتواضعه، مما جعله محبوباً لدى الجميع. في جميع المناسبات، كان كريم يقدم ابتسامته الدافئة ويتعامل مع الجميع بروح مرحة وود، ما جعله قريباً من قلوب الوجديين الذين يتمنون له الصحة والعافية في هذه المرحلة.
يتوجه أصدقاء كريم بديار ومحبيه بالدعاء له، سائلين الله أن يمن عليه بالشفاء العاجل. وكما يقول الحديث الشريف: “أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا.” فالجميع يتمنى عودته القريبة إلى عالم التصوير وإبداعاته الفنية.
تكريم المصور كريم بديار من قبل منصة مجموعة أصدقاء الشرق ليس سوى لمسة وفاء لرجل قدم الكثير لمدينة وجدة وأبنائها. لقد ترك بديار بصمة لا تنسى في مجال التصوير، وأثبت أن الصورة قد تكون أصدق من ألف كلمة، وأن المصور قد يكون راوياً للقصص وحافظاً للذكريات.
