وجدة تُهان… والاعتذار واجب
بقلم: الأستاذة سليمة فراجي
فرحنا أيّما فرح بانتصار المنتخب الوطني المغربي وتأهله المستحق، وشاركنا المدرب وليد الركراكي لحظة الاعتزاز والفخر. كما نثمّن إشادته بملعب مولاي عبد الله باعتباره معلمة رياضية وطنية.
غير أنّ التصريح الذي أدلى به الناخب الوطني، حين قال إنه “كان سيتقلق لو لعبت المباراة في وجدة“، تصريح مستفز لا يمكن السكوت عنه، لأنه ينطوي على تقليل من شأن مدينة تاريخية شامخة، مدينة ليست كغيرها: وجدة، عاصمة الشرق المغربي.
وجدة ليست مجرد مدينة حدودية، بل هي أرض المقاومة والعلم والثقافة والفن. وجدة التي أنجبت رجالات ساهموا في تحرير الوطن، والتي احتضنت الحركة الوطنية، وجدة التي أطلقت أولى أنغام الراي إلى العالم، والتي صقلت أجيالًا من الرياضيين رفعوا راية المغرب في ملاعبه وقاراته.
من غير المقبول أن تُختزل مدينة بهذا الحجم في جملة عابرة توحي بأنها مصدر “قلق”. فالجماهير الوجدية معروفة بحماسها، بانضباطها، وبوفائها الخالص للمنتخب الوطني في السراء والضراء. إنّ في ذلك ظلمًا بيّنًا لمدينة أعطت الكثير للوطن ولم تنتظر مقابلًا.
كمدرب وطني، من المفروض أن يُكرم وليد الركراكي جميع مدن المغرب بلا استثناء، وأن يرى فيها جميعًا فضاءات داعمة للمنتخب لا مناطق مثيرة للتوجس. المغرب واحد من طنجة إلى الكويرة، وكل مدينة فيه تمثل قطعة من الهوية الجامعة التي يجب أن نعتز بها.
وجدة لا تقلق أحدًا، بل تعانق الوطن بحب ووفاء.
ومن هذا المنطلق، فإن أقل ما يُنتظر من الركراكي هو اعتذار صريح وواضح لهذه المدينة العريقة ولأهلها الأوفياء، حتى يُرد الاعتبار، وتُطوى صفحة تصريح لم يكن في محله.
فالاعتذار ليس ضعفًا، بل سلوك حضاري يعكس قوة الشخصية ونُبل الموقف، ويعيد اللحمة التي نريدها جميعًا خلف منتخب يمثل كل المغاربة، دون تمييز أو إقصاء.