بعد نجاح عملية ترحيل سوقَي سوق الجمعة بسيدي يحيى وسوق الأحد بحي فيلاج الطوبة، والتي أسهمت بشكل كبير في تقليل الازدحام وتحسين ظروف الحياة للسكان المحيطين، يأتي اليوم دور ترحيل سوق الفلاح، خطوة أخرى ضمن الجهود المتواصلة لتنظيم أسواق مدينة وجدة. هذه العملية ليست مجرد تغيير مكاني، بل هي جزء من خطة شاملة تهدف إلى تحسين البيئة الحضرية وتخفيف الأعباء عن السكان.
سوق الفلاح، الذي يقع في شارع علال الفاسي، أحد المحاور الرئيسية في المدينة، كان يشكل مصدرًا للعديد من المشاكل التي تؤثر على صحة المواطنين، إذ يتسبب في ازدحام مروري مستمر، مما يعرقل الحركة ويسبب توترًا للسائقين والمشاة على حد سواء. إن ترحيله سيحل جزءًا من هذه الإشكاليات، وسيسهم في تعزيز سيولة المرور وتحسين جودة الحياة في المنطقة.
تم بناء السوق الجديد وفق معايير صحية وتنظيمية متقدمة، وذلك بالشراكة بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. الهدف من ذلك هو توفير بيئة عمل آمنة وصحية للتجار ومرتادي السوق على حد سواء. السوق الجديد مجهز بمرافق حديثة، مما سيجعل عملية الترحيل أكثر سلاسة ويسهم في تحسين شروط العمل بالنسبة للتجار.
يأتي هذا الترحيل في إطار جهود متكاملة تهدف إلى تحسين بنية المدينة التحتية وتوفير بيئة صحية للمواطنين، بما يتماشى مع معايير التنظيم الحضري والمواصفات الصحية العالمية. في الوقت ذاته، سيتاح للتجار فرصة العمل في بيئة أكثر تنظيماً، مما يسهم في تحسين سير النشاط التجاري بالمدينة.
بناءً على ذلك، يعتبر ترحيل سوق الفلاح خطوة هامة نحو تطوير أسواق وجدة بشكل عام، ويُنتظر أن يساهم في تحسين مستوى الحياة للمواطنين، مع توفير بيئة عمل مريحة وآمنة للتجار، مما سيعكس في النهاية تأثيرًا إيجابيًا على المدينة بشكل ككل.