في خطوة تعكس الدينامية الوطنية لتعزيز التنمية المستدامة، شهدت مدينة وجدة انعقاد اجتماع رفيع المستوى ترأسته السيدة ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، رفقة والي جهة الشرق السيد خطيب الهبيل، وعدد من المسؤولين الجهويين والمنتخبين وممثلي المؤسسات الجامعية والمصالح الخارجية.

اللقاء شكل مناسبة لاستعراض تقدم جهة الشرق في مجال النجاعة الطاقية، حيث نوه الوالي بالمبادرات المحلية لترشيد استهلاك الطاقة، خاصة في الإنارة العمومية والمرافق الإدارية، من خلال اعتماد حلول مبتكرة والاعتماد على الطاقات المتجددة، وفي طليعتها الطاقة الشمسية.
من جهتها، قدمت الوزيرة عرضًا شاملًا حول استراتيجية الوزارة ومشاريعها المستقبلية، مؤكدة التزامها بدعم البرامج الجهوية للانتقال الطاقي، لا سيما بجهة الشرق، لما تزخر به من إمكانيات واعدة في مجالي الطاقة والبيئة.

وخُصص جزء مهم من الاجتماع لمشروع مخطط الإنارة العمومية المستدامة بالجهة، الذي رُصد له غلاف مالي إجمالي يصل إلى 400 مليون درهم، مع الإشارة إلى الشطر الأول الجاري تنفيذه بوجدة بقيمة 99 مليون درهم. كما شملت الاتفاقيات الموقعة تمويلات لدعم الجماعات الترابية لتحديث الإنارة العمومية، بما يضمن اقتصادًا في الطاقة وتحسينًا للبيئة الحضرية.
الاجتماع سلط الضوء أيضًا على مشاريع ذات بعد بيئي، مثل مشروع الغابة الحضرية سيدي معافة، الذي تتجاوز كلفته 87 مليون درهم، ويهدف إلى تحويل الغابة إلى فضاء طبيعي وترفيهي يكرّس مفهوم المدينة الخضراء، إلى جانب مشروع إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لري المساحات الخضراء، بكلفة 215 مليون درهم.
هذه المشاريع، التي تعبّر عن رؤية بيئية متكاملة، تعزز مكانة جهة الشرق كقطب ناشئ في تنزيل السياسات الوطنية للانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، من خلال مقاربة قائمة على الشراكة والابتكار والتوازن الإيكولوجي.
وفي ختام اللقاء، تم التوقيع على اتفاقية شراكة تهم تهيئة الغابة الحضرية، في خطوة تعكس الانخراط الجماعي في جعل المدينة نموذجًا للبيئة الحضرية المستدامة.
