موجة حر تضرب جهة الشرق وسط تحذيرات من الأرصاد الجوية

تشهد جهة الشرق، وعلى رأسها مدينة وجدة، هذا الأسبوع موجة حر شديدة تسببت في ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، وسط تحذيرات من المديرية العامة للأرصاد الجوية بشأن تداعيات هذه الظروف المناخية على الصحة العامة، خاصة لدى الأطفال، المسنين، والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة.

منذ بداية الأسبوع، بدأ تصاعد درجات الحرارة تدريجيًا، حيث سجلت وجدة يوم الجمعة 36 درجة مئوية، قبل أن تبلغ ذروتها يوم الأحد عند 40 درجة، في مشهد غير معتاد في مثل هذا الوقت من السنة. هذا الارتفاع المفاجئ دفع بالعديد من المواطنين إلى اتخاذ احتياطات إضافية لمواجهة الحرارة المفرطة، خاصة خلال فترات الذروة الممتدة من منتصف النهار إلى الرابعة بعد الزوال.

وتشير توقعات الأرصاد الجوية إلى اضطرابات مؤقتة خلال الأسبوع، خصوصًا يوم الثلاثاء، حيث من المرتقب تساقط أمطار خفيفة قد تصل إلى 7.7 ملم، مصحوبة برياح قوية تفوق سرعتها 50 كيلومترا في الساعة. هذه الأجواء غير المستقرة قد تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين، خصوصًا في المناطق المفتوحة والأسواق الشعبية، وتفرض الحذر أثناء التنقل.

وفي ظل انخفاض نسب الرطوبة التي تراوحت بين 20 و30 في المئة خلال ساعات النهار، ارتفعت درجة الإحساس بالجفاف، مما زاد من صعوبة التكيف مع الأجواء الحارة. كما تجاوز مؤشر الأشعة فوق البنفسجية مستوى 10، وهو ما يشكل خطرًا مباشرًا على صحة الجلد والعينين، خاصة بالنسبة للأطفال والأشخاص الذين يتعرضون يوميًا لأشعة الشمس المباشرة.

السلطات المحلية، بتنسيق مع المندوبية الجهوية للصحة، دعت المواطنين إلى توخي الحذر والالتزام بمجموعة من الإجراءات الوقائية، من بينها تجنب الخروج في فترات الذروة، شرب كميات كافية من الماء، ارتداء ملابس فاتحة وفضفاضة، واستعمال واقيات الشمس.

من جهتهم، عبّر عدد من الفلاحين في نواحي بركان وجرادة عن تخوفهم من تأثير هذه الموجة على المحاصيل الصيفية، خاصة تلك التي تعتمد على الري بالتنقيط، بسبب فقدان التربة لرطوبتها وتزايد معدلات التبخر.

في ظل استمرار التغيرات المناخية، تظل جهة الشرق من أكثر المناطق عرضة للتقلبات الجوية، مما يستدعي تضافر الجهود بين السلطات والمجتمع المدني لضمان سلامة المواطنين وتقليل الخسائر المحتملة، سواء على مستوى الصحة أو الفلاحة والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بها.

أسمهان مداش
أسمهان مداش