ترأس السيد محمد بوعرورو، رئيس مجلس جهة الشرق، جلسة دورة أكتوبر لمجلس الجهة، التي شهدت حضور عامل إقليم تاوريرت، السيد العربي التويجر، وأعضاء المجلس. خلال هذه الدورة، صادق المجلس بالإجماع على اتفاقيات شراكة تهدف إلى تعزيز الربط الجوي الداخلي ودعم جهود التنمية المستدامة في الجهة الشرقية.
في خطوة تهدف إلى تقريب المسافات بين مدن الجهة الشرقية والعاصمة الرباط، صادق مجلس الجهة على مشروعي اتفاقيتي شراكة مع شركة “العربية للطيران”. الاتفاقيتان تتعلقان ببرمجة رحلات جوية داخلية جديدة تربط مطاري الناظور – العروي ووجدة – أنكاد بمطار الرباط – سلا. وتأتي هذه الشراكة في إطار جهود مجلس جهة الشرق لتعزيز البنية التحتية للنقل الجوي، وتسهيل حركة المواطنين بين الجهة الشرقية والمناطق الأخرى من المملكة، خصوصاً العاصمة الرباط.
يرى المتتبعون أن هذه الخطوة ستساهم بشكل كبير في تعزيز التنقل السريع والفعال بين المدن الشرقية والرباط، مما يعزز التعاون الاقتصادي ويزيد من فرص الاستثمار، فضلاً عن تسهيل حركة السياحة الداخلية. كما من المتوقع أن تُسهم هذه الرحلات الجوية في تخفيف العبء على الطرقات البرية والسكك الحديدية، وتوفير بدائل أسرع للسفر.
إلى جانب الاتفاقيتين الجويتين، صادق المجلس أيضاً على مشروع اتفاقية شراكة لإنجاز دراسة إعداد مخطط التنقلات المستدامة على مستوى إقليم بركان. هذه الدراسة تأتي في إطار التزام مجلس جهة الشرق بدعم التنمية المستدامة وتطوير حلول بيئية للنقل في الجهة. يهدف المخطط إلى تحسين حركة التنقل داخل إقليم بركان وضمان تكاملها مع متطلبات التنمية المستدامة، من خلال تعزيز النقل العمومي وتشجيع استخدام وسائل نقل صديقة للبيئة.
ومن المتوقع أن تساهم هذه الدراسة في وضع أسس لتحسين البنية التحتية للنقل في بركان وتخفيف الازدحام المروري، بالإضافة إلى تقليل انبعاثات الكربون بما يتماشى مع المعايير البيئية الدولية.
تعكس هذه المشاريع رؤية السيد محمد بوعرورو لتطوير الجهة الشرقية على مستويات متعددة، سواء في مجال النقل الجوي أو النقل المستدام. ويؤكد بوعرورو أن هذه الاتفاقيات هي جزء من استراتيجية شاملة لتقوية البنية التحتية وتقديم خدمات أفضل للمواطنين، مما يعزز من مكانة الجهة الشرقية كقاطرة للتنمية الوطنية.
يشير الخبراء إلى أن تطوير الربط الجوي وتنفيذ مشاريع التنقل المستدام سيساهمان في تحسين جودة الحياة في المنطقة، ويعززان من جاذبيتها الاقتصادية، لا سيما في ظل تزايد الاهتمام بتطوير السياحة والبنية التحتية في الشرق.
إن المصادقة على هذه الاتفاقيات تُعد خطوة جديدة نحو تحقيق تطلعات سكان الجهة الشرقية في الحصول على وسائل نقل أكثر تطوراً وفعالية. كما أنها تبرز التزام مجلس الجهة بتحقيق تنمية مستدامة تجمع بين تحسين الخدمات الأساسية والحفاظ على البيئة، بما يحقق التوازن المطلوب بين النمو الاقتصادي والمسؤولية البيئية.