في ظل التحولات المجتمعية الراهنة بالمغرب يثور السؤال حول الدور الذي يمكن أن يلعبه المثقف داخل بنيات المجتمع

احمد حالي …لله درك ايها المثقف ..

احمد حالي

“فإذا كان الفيلسوف الألماني هيغل قد تساءل في كتابه “دروس في فلسفة التاريخ”، عن المحرك الذي ما انفك يصنع التاريخ ، “فإني اضم صوتي الى اولائك الذين يرون أن التاريخ يصنع وينحت عن طريق ذلك الفكر التقدمي الثوري الذي لا يتوانى في امتلاك إرادة برومثيوسية للتغيير.
لكن السؤال المطروح هن هل هذا التغيير هو التغير الحقيقي للبنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ام لا يعدو أن يكون درا لرماد على العيون .
ان “المثقف” بإعتباره صانع التاريخ وأحد محركاته كما أنه فضلا عن ذلك يعتبر بمثابة روح المجتمع وقلبه النابض، فهو يساهم عبر إنتاجه للوعي والفكر السليم في تحرير المجتمعات من جل أشكال التخلف والركود والسلبية، ليكون بذلك جسرا تنتقل من خلاله الإنسانية من ضفة الجهل إلى ضفة النور.
الا اننا في السنوات الأخيرة ومع تغيرات المجتمع على جميع الأصعدة تغيرت الادوار وتغيرت معها الاولويات وأضحى المثقف في حكم المغيب ان لم نقل المهمش.
رغم ان المثقف يؤثر في عصره ويتأثر به، فهو مهما حاول أن يحيا في زمان غير زمانه ما استطاع. ويبدو أن هذه الإشكالية بالأساس أي إشكالية “المثقف وعلاقته بعصره” هي مثار العديد من التساؤلات المؤرقة والخطيرة في نفس الوقت.
لذلك على المجتمع ان هو رغب في ركوب قارب النجاة ان يعيد ترتيب اوراقه وسلم اولوياته .وهو ما يجعلنا ننضم لمعشر من طرحو إشكالية مفادها :
هل انتهى فعلا دور المثقف في مجتمعاتنا المعاصرة ليصبح بذلك مجرد تراث من الماضي نستلذ بالحنين إليه؟ هل أن خفوت صوته وانتكاس إشعاعه الفكري سيؤديان بغير المثقفين ،”التافهين” للبروز على الساحة وإنتاج التفاهة، كما هو حاصل بالفعل؟ كيف يمكن لنا أن نبعث فيه روحا جديدة تكون كفيلة بتجديد دور المثقف ليعود من جديد لإنتاج الوعي وتغيير العالم؟

إدارة الموقع
إدارة الموقع