شهيد الهاشمي
فيلم “L’Mina” هو عمل سينمائي مغربي من إنتاج 2025، أخرجه المخرجة رندا معروفي. يُعد هذا الفيلم جزءًا من ثلاثية تسلط الضوء على مدن مغربية، حيث سبقه فيلم “Le Park” (2015) و”Bab Sebta” (2019)، ويُختتم بـ”L’Mina” الذي يُركز على مدينة جرادة المنجمية . حيث تدور أحداث “L’Mina” في مدينة جرادة، شرق المغرب، التي اشتهرت بمناجمها للفحم. على الرغم من توقف استخراج الفحم رسميًا عام 2001، إلا أن العمل في المناجم استمر بشكل غير قانوني، مما أدى إلى معاناة السكان من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة . يُعيد الفيلم بناء مشاهد العمل في المناجم باستخدام ديكور تم تصميمه بالتعاون مع سكان المدينة، الذين يؤدون أدوارهم بأنفسهم، مما يضفي طابعًا واقعيًا وموثوقًا على السرد .
كما اعتمدت المخرجة رندا معروفي على أسلوب فني يجمع بين الوثائقي والدرامي، حيث استخدمت تقنيات تصوير متنوعة مثل التصوير بتقنية Super 8 والماسحات ثلاثية الأبعاد، لتقديم رؤية متعددة الأبعاد لواقع المدينة . تم تصوير الفيلم في بيئات مألوفة للسكان، مما أتاح لهم التعبير عن تجاربهم الشخصية بشكل مباشر. تعاونت المخرجة مع فريق من المبدعين، بما في ذلك المصور لويكا كواسين، ومصممة الصوت سارة قدوري، ومونتيرة الفيلم سيلين بيريارد، لتعزيز التجربة السينمائية
تم عرض “L’Mina” لأول مرة في مهرجان كان السينمائي 2025 ضمن مسابقة “أسبوع النقاد” (Semaine de la Critique)، حيث نال إشادة نقدية واسعة . يُعتبر هذا العرض بمثابة اعتراف دولي بالسينما المغربية وقدرتها على معالجة قضايا اجتماعية هامة بأسلوب فني مميز
“L’Mina” هو فيلم يدمج بين الفن والواقع، مقدماً صورة صادقة لمعاناة مدينة جرادة وسكانها. من خلال أسلوبها الفريد، تُظهر رندا معروفي كيف يمكن للسينما أن تكون أداة قوية للتوثيق والتعبير عن القضايا الاجتماعيةحيث . يُعد هذا العمل إضافة قيمة للسينما المغربية والعالمية، ويُظهر الإمكانيات الكبيرة للمخرجين المغاربة في الساحة السينمائية الدولية.
