شهدت الساحة الوطنية خطوة جديدة نحو تفعيل التوجيهات الملكية السامية المتعلقة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، حيث عقدت اللجنة التحضيرية المشرفة على الحوار الاجتماعي أولى جلساتها يوم الأحد 27 أبريل 2025 عبر منصة زووم، بمشاركة وازنة من شخصيات وفعاليات مدنية وسياسية من داخل المغرب وخارجه، من بينها السيد عمر كعواشي القادم من فرنسا، الذي ساهم بشكل فاعل في النقاشات.
الجلسة التي انطلقت في تمام الساعة الثامنة مساءً بتوقيت بروكسيل، افتتحت بكلمة ترحيبية أعقبتها مداخلة السيد علي زبير الذي عرض جدول الأعمال، المتضمن نقطتين أساسيتين: انتخاب أعضاء لجنة الحوار، وتحديد مدة عملها والإطار العام لأشغالها المستقبلية.
وقد جرى النقاش في أجواء إيجابية طبعها الوضوح والانفتاح، حيث أكد الحاضرون، ومن بينهم السيد عمر كعواشي، على ضرورة استلهام مضامين الخطب الملكية المتعلقة بالمغاربة المقيمين بالخارج، والتركيز على إشراكهم الفعلي في الحياة السياسية والتمثيلية الديمقراطية، انسجامًا مع ما تنص عليه مقتضيات دستور 2011.
كما تميز اللقاء بمشاركة عدة أسماء وازنة من أطر الجالية، نساءً ورجالاً، تمثل تنوع التواجد المغربي في المهجر، ومنهم سعاد السعدي، نعيمة هاشمي علوي، أمحمد الشكلاطي، محمد العبدوني، وحسن مرون، إلى جانب عمر كعواشي الذي قدم مداخلة أبرزت التحديات التي تواجه الجالية في أوروبا وخاصة في فرنسا، مشددًا على أهمية الانتقال من التشخيص إلى الفعل المؤسساتي.
وقد صدر عن اللجنة بلاغ أكد على انطلاق حوار وطني واسع يمتد من فاتح ماي إلى العاشر من غشت، تزامنًا مع الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر. وسيتضمن الحوار لقاءات وندوات علمية وتشاورية، تُنظم داخل المغرب وخارجه، بمشاركة نخبة من الكفاءات والخبراء المغاربة.
ويُرتقب أن يتوّج هذا المسار بتنظيم ملتقى وطني صيف 2025 في العاصمة الرباط، بمشاركة وزارات ومؤسسات وطنية وأبناء الجالية، على أن تُرفع التوصيات المنبثقة عن هذا الحوار إلى الجهات العليا، في أفق بلورة سياسة وطنية جديدة تُنصف مغاربة العالم.