احتضنت كلية الطب والصيدلة بوجدة، يوم السبت 18 أكتوبر 2025، أشغال الندوة الأولى لجامعة محمد الأول تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي في الصحة”، والتي خُصصت لمناقشة موضوع “مستقبل الصحة والذكاء الاصطناعي: تكامل أم استبدال؟”، في إطار طاولة مستديرة مفتوحة للجمهور.
ترأست الجلسة الدكتورة انتصار هدية، أستاذة أمراض الكلى بكلية الطب والصيدلة بوجدة، حيث أدارت النقاش باقتدار بين مجموعة من الخبراء والباحثين في مجالات الطب والذكاء الاصطناعي وإدارة الصحة.
عرفت الندوة مشاركة شخصيات أكاديمية وطبية وازنة، من بينها الأستاذ Pr. عمر معجود، أستاذ طب الكلى بجامعة القاضي عياض وعضو فريق بحث اقتصاديات الدواء (ERPEE) بجامعة محمد الخامس، ورئيس الجمعية المغربية لاقتصاديات المنتجات الصحية (SMEPS)، الذي قدّم عرضًا حول دور الذكاء الاصطناعي في ترشيد النفقات الصحية وتحسين فعالية الأنظمة العلاجية.
كما شارك الدكتور نجيب الإدريسي، أستاذ جراحة العظام بالجامعة الدولية محمد السادس للعلوم الصحية (UM6SS) ومدير مختبر الطب الدقيق والصحة الواحدة (MedPreOne) بمستشفى الشيخ خليفة الدولي بالدار البيضاء، مبرزًا التطورات الحديثة في استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص المبكر والجراحة الموجهة بالروبوتات.
أما الدكتور سمير كدار، المتخصص في التخدير والإنعاش والرئيس التنفيذي لشركة Espace Santé Pluriel ببلجيكا ومدير الأكاديمية الأفريقية للعلوم الصحية ورئيس C3M، فقد تناول في مداخلته التحديات الأخلاقية والتنظيمية التي تواجه إدماج الذكاء الاصطناعي في الممارسة الطبية اليومية.
وشكّلت النقاشات فرصة ثمينة لتبادل وجهات النظر حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيُكمل الدور البشري في مجال الصحة أم سيستبدله مستقبلاً، مع إجماع الحاضرين على أن الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة لا غنى عنها، لكنها لا يمكن أن تُلغي البعد الإنساني في الطب.
وفي ختام اللقاء، أكدت الدكتورة انتصار هدية على أهمية تعزيز البحث العلمي المشترك بين كليات الطب ومراكز الذكاء الاصطناعي بالمغرب، من أجل تطوير منظومة صحية أكثر نجاعة وإنصافًا، تجمع بين الكفاءة التكنولوجية والإنسانية.
