في إطار استراتيجية غابات المغرب 2020-2030″، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 13 فبراير 2020، قام السيد عبد الرحيم هومي، المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، بزيارة عمل إلى مدينة وجدة يوم 21 فبراير 2025، للإطلاق الرسمي لبرنامج تدخل استعجالي يهدف إلى إعادة تأهيل وتثمين الغابة الحضرية لسيدي معافة.

هذا المشروع، الذي يأتي في سياق الجهود الوطنية للحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز التنمية المستدامة، يهدف إلى التوفيق بين حماية النظم البيئية الغابوية وتلبية الاحتياجات المتزايدة للساكنة المحلية فيما يتعلق بتوفير مساحات خضراء للترفيه والاسترخاء وممارسة الأنشطة الرياضية. تمتد الغابة الحضرية لسيدي معافة على مساحة 1650 هكتارًا، وتُعتبر موروثًا طبيعيًا فريدًا يساهم بشكل كبير في التوازن البيئي وتحسين جودة حياة ساكنة وجدة. إلا أن التغيرات المناخية، وخاصة سنوات الجفاف المتتالية، تسببت في تدهور كبير لأشجار الصنوبر الحلبي، مما جعلها عرضة للذبول والآفات الحشرية. هذا التدهور أثر سلبًا على المشهد الطبيعي والقيمة الحرجية للغابة، مما استدعى تدخلاً عاجلاً لوقف التدهور واستعادة دورها البيئي والترفيهي.

يرتكز البرنامج الذي أطلقته الوكالة الوطنية للمياه والغابات على ثلاثة محاور رئيسية: يشمل هذا المحور تنفيذ عمليات حراجة على مساحة 620 هكتارًا لإزالة الأشجار المتضررة ومنع انتشار الآفات الحشرية. كما سيتم وضع آلية لمراقبة صحة الغابات ورصد حالة الأشجار، بالإضافة إلى تعزيز إجراءات الوقاية من الآفات. سيتم إعادة تشجير 720 هكتارًا بأنواع نباتية أكثر مقاومة للظروف الجافة، مثل العرعار (Thuya)، البطم الأطلسي (Pistachier de l’Atlas)، الخروب (Caroubier)، الرهج (Faux poivrier)، والكازوارينا (Filao). كما سيتم اعتماد تقنيات تشجير مبتكرة، مثل غرس الأشجار ذات الجذوع العالية واستخدام أنظمة سقي محسنة لضمان نجاح عملية التشجير

. يشمل هذا المحور إنشاء مساحات للاستجمام ومسارات للمشي وفضاءات لممارسة الأنشطة الترفيهية داخل الغابة. كما سيتم تطوير بنية تحتية بيئية مستدامة تتيح لمرتادي الغابة الاستمتاع بممارسة الرياضة والترفيه. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تشجيع الشراكات مع القطاع العام والخاص لضمان تدبير مستدام وتثمين اقتصادي للموقع. في ختام الزيارة، تم تنظيم جولة ميدانية مكنت المسؤولين والشركاء من الوقوف على أولى عمليات التأهيل المنجزة وإعطاء انطلاقة حملة التشجير. وأكد السيد عبد الرحيم هومي على أن نجاح هذا البرنامج لن يتحقق إلا من خلال الانخراط الفعلي للجهات الفاعلة المحلية والمجتمع المدني، بالإضافة إلى مرتادي الغابة، الذين يقع على عاتقهم دور محوري في حماية وتثمين هذا الفضاء الطبيعي المميز. من خلال هذه المبادرة، تجدد الوكالة الوطنية للمياه والغابات التزامها بتدبير مستدام ومسؤول للغابات، خدمة للتنوع البيولوجي وتحسين جودة حياة الساكنة. هذا المشروع ليس مجرد خطوة نحو إعادة تأهيل غابة سيدي معافة، بل هو أيضًا رسالة قوية حول أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة
. **وجدة، 21 فبراير 2025**