شهدت مدينة السعيدية يوم الجمعة 25 يوليوز 2025 انطلاقة فعالية استثنائية حملت توقيع الجهة الشرقية: النسخة العاشرة من المعرض الجهوي للمنتجات المجالية، التي تحولت إلى محطة سنوية منتظرة للاحتفاء بالمنتج المحلي وتقوية الروابط بين الفلاحين، المهنيين، والفاعلين في التنمية المستدامة.

الافتتاح الرسمي للمعرض جاء بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد أحمد البواري، مرفوقًا بعامل إقليم بركان وعدد من المسؤولين المحليين والمهنيين، مما يبرز المكانة التي بات يحظى بها هذا الموعد الجهوي على المستوى الوطني.

ينعقد المعرض هذه السنة تحت شعار “المنتجات المجالية، موروث في خدمة تنمية مستدامة وشاملة”، وهو شعار يعكس البعد الاستراتيجي لهذا الحدث الذي تنظمه جمعية الدار العائلية القروية بني زناسن بشراكة مع عدد من المؤسسات الفلاحية الجهوية، تحت إشراف وزارة الفلاحة.

وعلى مساحة مغطاة تفوق 3000 متر مربع، يستضيف المعرض أزيد من 300 عارض، يمثلون التعاونيات الفلاحية من جهة الشرق ومناطق أخرى من المملكة، ليقدموا للزوار تنوعًا غنيًا من المنتوجات التي تعكس عبقرية الميدان الفلاحي المغربي، من زيوت وأعشاب وعسل، إلى مشتقات الحليب والحبوب المحلية.

لكن المعرض لا يقتصر فقط على العرض والتسويق، بل يتجاوز ذلك ليطرح نفسه كمجال حيوي للحوار وتبادل المعارف، من خلال برنامج علمي ثري يضم ورشات وندوات تقنية يُؤطرها خبراء، يناقشون فيها رهانات الجودة، الابتكار، سلاسل القيمة والتسويق الرقمي، في انسجام تام مع أهداف استراتيجية “الجيل الأخضر”.

أما البُعد الثقافي، فلم يكن أقل حضورًا. إذ سيحتضن المعرض أيضًا الدورة الثالثة من تظاهرة “التبوريدة” الجهوية، المرتقبة أيام 28 و29 و30 يوليوز بساحة سوق أولاد حمان، بمشاركة 20 سربة تمثل مختلف أقاليم جهة الشرق، في عرض احتفالي لفن تراثي عريق يؤكد التلاحم بين الفلاحة والثقافة.

بهذا التناغم بين الاقتصاد، البيئة، والموروث، يُكرّس المعرض الجهوي للمنتجات المجالية نفسه كرافعة للتنمية المستدامة، ويمنح صوتًا جديدًا للفلاحة العائلية والصغرى في المغرب، معيدًا الاعتبار للمنتج المحلي كأداة للتمكين، والإدماج، والاعتزاز بالهوية.