شهدت العاصمة المغربية الرباط، صباح اليوم الأحد، مسيرة شعبية وطنية ضخمة انطلقت من ساحة باب الأحد وصولاً إلى مبنى البرلمان، شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين، تعبيراً عن تضامنهم العميق مع الشعب الفلسطيني، خصوصاً في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.وتنوعت أطياف المشاركين بين شيوخ وشباب، نساء ورجال، أطفال ومهنيين، حيث توحّدوا تحت شعارات تندد بالحصار المفروض على غزة منذ قرابة العامين، وتدين الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، من قتل وتجويع وتهجير.
ورفعت في المسيرة التي غصّ بها شارع محمد الخامس أعلام فلسطين وصور الأطفال الغزاويين، فيما عُلقَت الكوفيات على الأكتاف كرمز للنضال والصمود. وتميزت المشاركة النسائية بحضور قوي، حيث حرصت العديد من النساء على أداء أدوار رمزية تستحضر معاناة الأمهات الفلسطينيات.ورددت الجموع شعارات قوية من قبيل: “علّي الصوت علّي الصوت، القضية لن تموت”، و”الجامعة العربية باعت القضية”، فيما جرى حرق العلم الإسرائيلي بشكل جماعي، كرسالة رفض صارخة للتطبيع.وفي خطوة لافتة، أعلنت المسيرة تضامنها اللامشروط مع الموظفة المغربية في شركة “مايكروسوفت”، ابتهال أبو السعد، التي تصدرت الأخبار مؤخراً بسبب موقفها الداعم لفلسطين، داعية في الآن ذاته إلى مقاطعة الشركات المتورطة في دعم الاحتلال الإسرائيلي.
المظاهرة دعت إليها هيئات عدة أبرزها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، والائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، إلى جانب مبادرات من قبيل “أطباء من أجل فلسطين” وطلبة كليات الطب والصيدلة.وإلى جانب الشعارات المنددة بالصمت الدولي، عبّر المتظاهرون عن رفضهم لسياسات التطبيع، مطالبين الحكومة المغربية بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، وإنهاء كافة أشكال التعامل السياسي مع تل أبيب.وفي مشهدٍ يعكس وجدان الشارع المغربي، أضحت المسيرة شهادة حيّة على التزام شعبي راسخ بالقضية الفلسطينية، ورسالة واضحة بأن صوت التضامن لا يزال يعلو في وجه الظلم
