يواصل الذكاء الاصطناعي تغيير المشهد التكنولوجي العالمي بصورة جذرية، مؤثرًا بشكل مباشر على العاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات، خاصة في الولايات المتحدة. وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن وزارة العمل الأمريكية، ارتفع معدل البطالة في صفوف العاملين بهذا القطاع إلى 6% خلال شهر أغسطس الماضي، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 0.4% مقارنة بالشهر الذي سبقه.
إقرأ أيضا : الذكاء الاصطناعي يتنصت على حياتك اليومية… هل أنت مراقب؟
هذا الارتفاع في معدلات البطالة لا يعود فقط إلى تراجع الطلب على خدمات تكنولوجيا المعلومات التقليدية، ولكن يعزى في الأساس إلى التحول الكبير نحو الأتمتة والذكاء الاصطناعي. هذا التحول أحدث تغييرات جوهرية في هيكل شركات التكنولوجيا الكبرى، التي بدأت بالفعل في تنفيذ خطط واسعة لتقليص النفقات عبر تسريح أعداد كبيرة من موظفيها.
على سبيل المثال، أعلنت شركة سيسكو سيستمز عن خطة لخفض قوتها العاملة بنسبة 7%، أي ما يعادل حوالي 6000 موظف. أما شركة إنتل لصناعة الرقائق، فقد قررت تسريح 15,000 موظف، إضافة إلى إيقاف توزيعات الأرباح كجزء من جهودها لتقليص التكاليف. في نفس السياق، شركة انتوت تخطط لتسريح حوالي 1800 موظف بينما تستعد لحملة توظيف كبيرة تعتمد على مختصين في الذكاء الاصطناعي، مما يعكس توجهًا واضحًا نحو تعزيز مهارات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات الجديدة.
هذه التغيرات تعيد للأذهان ما حدث في بداية الألفية عندما شهد قطاع التكنولوجيا “فقاعة الإنترنت”. لكن هذه المرة، السبب هو الذكاء الاصطناعي الذي يشهد انتشارًا واسعًا، مشابهاً للتغييرات التي طرأت عند ظهور أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
ومع استمرار توسع مجالات الذكاء الاصطناعي، فإن تأثيره لن يقتصر على العاملين في تكنولوجيا المعلومات فحسب، بل سيطال العديد من القطاعات الأخرى، مما يعزز من فرص العمل المرتبطة بمهارات الذكاء الاصطناعي، بينما قد تصبح التخصصات التكنولوجية التقليدية أقل طلبًا في المستقبل.